هل تستطيع الديموقراطية البقاء في القرن الواحد والعشرين؟
الديمقراطية حلم الكثيرين في العالم المعاصر، ولكن أين هي؟ وهل يساء استعمالها؟ لماذا تدعم الديمقراطيات الغربية الأنظمة الاستبدادية في باقي العالم؟ وهل الديمقراطية الغربية هي ديمقراطية انتقائية؟ ديمقراطية للإنسان الأبيض فقط؟ هل ظلت الهند بنظامها الحالي الذي يُقصي غير الهندوسي ديمقراطية، أم تحولت إلى أوكلو قراطية؟ وما هي
هذه الأخيرة؟ وهل تعتبر بريطانيا القرن التاسع عشر ديمقراطية أم أوليجاركية؟ وهل إيران ديمقراطية رغم مرجعية الفقيه ؟ يلجأ المؤلف في البداية إلى سرد تاريخ الديمقراطية منذ أطوارها الأولى - مستخدمًا مباحث الإنثربولوجيا - في مرحلة القبيلة ثم إلى التجمعات البشرية التالية في المدن الأولى ووصل بها إلى الديمقراطية الأثينية مرورًا بأشكالها المختلفة، ثم قام بعدها برحلة طويلة في
أنظمة الحكم الأوروبية في العصور الوسطى في هولندا وألمانيا وإنجلترا حتى انتهى في آخر
الرحلة إلى صيغتها الحالية.
يطرح المؤلف بعد ذلك أسئلة كثيرة حول المخاطر التي تحيق بالديمقراطية وفكرتها، ويولي أهمية كبيرة في هذا للعامل الاقتصادي غير غافل عن تأثير الاجتماع والعقيدة. يضرب كذلك أمثلة على ديمقراطيات أوروبية مثل بولندا والمجر، وكيف أنها تغذي الشعور القومي في مواطنيها بأن تلجأ إلى تخويفهم" من ضياع الهوية القومية إذا ما فتحت أبوابها للآخرين من البلاد الأجنبية، كما يتوقف طويلا عند أنظمة حكم مثل الصين والهند ويربط وصولها إلى المطية المكتملة بتحقق بضع شروط مجتمعية يفضلها عندما يقدم لنا في نهاية الكتاب روشتة الحفاظ على الديمقراطية في القرن الواحد
والعشرين ، فهل تستطيع الديمقراطية أن تبقى؟
كتاب يهم الجميع قراءته بوعي ورغبة مخلصة في الإصلاح.